الخميس، 30 أبريل 2009

بيان الجامعة العامة التونسية للشغل

بيان غرة ماي2009

من أجل حق الشغيلة التونسية في الانتماء بكل حرية للتنظيم النقابي الذي يتماشى مع مصالحها واختياراتها

تحتفل الطبقة الشغيلة في تونس وفي جميع أنحاء العالم بالذكرى 123 لعيد الشغل العالمي، رمز التضحية والنضال من أجل الدفاع عن الحقوق الأساسية للعمال وتحقيق الشغل اللائق لملايين الشبان من النساء والرجال ومن أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وتحيي الجامعة العامة التونسية للشغل بكل نخوة واعتزاز هذه الذكرى النقابية المجيدة، مؤكدة التزامها بالمبادئ التي تأسست عليها الحركة النقابية في العالم وتعبر عن وفائها لكل رواد الحركة النقابية و شهدائها الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن مصالح الشغيلة في جميع انحاء المعمورة، ونخص بالذكر في هذا المجال كل شهداء الحركة النقابية التونسية عبر مختلف المراحل التي مرت بها.

كما تحتفل بهذه الذكرى العزيزة في ظل أزمة مالية واقتصادية عالمية بالغة الخطورة

لم يقتصر تأثيرها على المؤسسات التمويلية والإئتمانية في الولايات المتحدة وإنما تعداه الى بقية القطاعات الإقتصادية في جميع أنحاء العالم.

وهذه الأزمة ناتجة عن التداين المفرط للطبقات الشعبية والوسطى منذ ثمانينات القرن الماضي لغاية التعويض المصطنع عن تدهور مقدرتهم الشرائية المتأتية عن اختيارات الليبرالية المتوحشة المضاربة فعمقت بذلك الفوارق الاجتماعية وهمشت الدور التعديلي للدولة.

ولئن كان التأثير المباشر للازمة المالية على بلادنا محدودا بحكم الطبيعة المغلقة لنظامنا البنكي فان تأثيرها بالغ الأهمية على الإقتصاد الحقيقي(قطاعات الإنتاج كالصناعة والفلاحة، والخدمات كالتجارة...)، اذ تقدر نسبة تراجع النمو ب2 فى المائة من الدخل الوطنى الخام مما ينجر عنه مع ذلك من إنعكاسات إجتماعية وخيمة (طرد من الشغل، غلق المؤسسات وتصاعد معدلات البطالة..) .

وإن المسؤولية الوطنية والاجتماعية لتقتضي التحسب لكل الإحتمالات والعواقب ، وإتخاذ كافة الاحتياطات والاجراءات اللازمة بكل نجاعة وفاعلية لمجابهة التداعيات السلبية على الأنشطة الإقتصادية وإنعكاساتها السيئة على المجال الإجتماعي الذي يشكو أصلا من مصاعب هيكلية يجسدها إحتداد بطالة أصحاب الشهادات المهنية والجامعية.

وإن هذه التحديات ، تتطلب من كل القوى الوطنية و الشركاء الاجتماعيين ومختلف مكونات المجتمع المدني وفى مقدمتهم الحركة النقابية، مواجهتها بكل جرأة و روح خلاقة للحد من تداعياتها السلبية ، عبر مزيد تأهيل النظام الإنتاجي ومحيطه وتعزيز مقدرته التنافسية وذلك بالنهوض بالموارد البشرية وتطوير الكفاءات والمهارات ودعم الابعاد

الاجتماعية للتنمية عبرخلق مناخ ملائم للإستثمار، خاصة في القطاعات الواعدة لتحقيق النمو الاقتصادي المرتقب، ولخلق مواطن شغل نوعية توفر رصيدا محترما لتحسين نوعية حياة المواطنين وهو ما يتطلب توفير الشروط الضرورية لتعبئة كل القوى و ذلك بخلق مناخ يقوم على الحرية والديقراطية من شأنه أن يفجر طاقات الابداع والتجديد ويضاعف البذل والعطاء.

ولكي تتمكن الحركة النقابية التونسية من القيام بدورها الرائد طبقا لتقاليدها التاريخية، عليها أن تتجاوز الازمة البنيوية التى تعيشها وذلك بالقطع مع أحادية التنظيم النقابي و بفتح الأبواب في وجه التعددية النقابية وتنوع التجارب.

وإن ممارسة حرية التنظيم النقابي بتونس في الظرف الراهن و تكريس التعددية لضرورة تاريخية للخروج من أزمة إنسداد الآفاق الذي آلت اليه وهو السبيل الناجع للإصلاح والتجديد و خلق ديناميكية جديدة تعيد لها الاعتبار والفاعلية.

وفي هذا الإطار، وضمن هذا التصور، يندرج تأسيس منظمة نقابية جديدة هي الجامعة

العامة التونسية للشغل، كتحديث وتطويرلأول منظمة نقابية وطنية تونسية "جامعة عموم

العملة التونسية" التي تأسست في 3 ديسمبر 1924 .

وان مناضلي ومناضلات الجامعة العامة التونسية للشغل ليعبرون في هذه المناسبة الخالدة عن عزمهم و اصرارهم على مواصلة النضال من أجل تركيز منظمتهم النقابية الجديدة، رغم العراقيل والصعوبات وذلك في كنف المسؤولية واحترام القانون و يدعون السلط والمؤسسات في بلادنا الى احترام حق الجامعة العامة التونسية للشغل ونقاباتها التي تم تأسيسها طبقا لقوانين البلاد وتشريعات منظمة العمل الدولية، في ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية.

كما يعبرون عن شكرهم وتقديرهم لمنظمة العمل الدولية وللمنظمات النقاببية الشقيقة والصديقة لدعمهم ومساندتهم الشكوى التى قدمتها منظمتنا النقابية من أجل ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية.

و ختاما ، واذ يعبر مناضلو ومناضلات الجامعة العامة التونسية للشغل عن مساندتهم لنضالات الشغيلة في مختلف القطاعات من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة فانهم يطالبون السلطة باطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي.

عاشت الجامعة العامة التونسية للشغل

المجد والخلود لشهداء الحركة النقابية التونسية

عاش التضامن النقابي العالمي

عن اللجنة الوطنية للاتصال

المنسق

الحبيب قيزة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية