الثلاثاء، 5 مايو 2009

عيد الشغل في الأراضي النقابية المحررة



عيد الشغل في الأراضي النقابية المحررة

خالفت هذه السنة عادة الاحتفال بعيد الشغل في اقرب اتحاد جهوي للشغل إلى مقر إقامتي وخيرت التوجه إلى المناطق النقابية المحررة من سطوة الجهاز النقابي المركزي رغم بعد المسافة ومتاعب الرحلة , حتى تكون الفرحة فرحتين والعيد عيدين ولهذا توجهت صبيحة 1 ماي إلى القيروان وسوسة .

وصلت إلى القيروان حوالي منتصف النهار, توجهت إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل وجدت بعض النقابيين والعمال أمام المبنى سلمت عليهم وعانقت بعضهم دون أن تكون لي أدنى معرفة بهم أحسست أن رائحة الانتصار النقابي الأخير تملا المكان وتتناثر على أطرافه وتمنح كل المارين أمامه وخلفه ثقة في مستقبل نقابي أفضل . بعد القيروان واصلت طريقي إلى سوسة وصلت هناك مساءا كان الوقت متأخرا نسبيا رغم ذلك توجهت إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل, كان واجبا على أن أعانق رائحة الانتفاضة النقابية في سوسة بعد مؤتمرها الأخير ولو من ثنايا مقر الاتحاد الجهوي ودون وجود نقابيين .

لقد أطلق احد النقابيين النزهاء على نتائج المؤتمر الأخير كلمة انتفاضة نقابية وهو يستحق بصدق هذه السمية , لقد كسر هذا المؤتمر كل المقولات الجاهزة عن سطوة الجهاز النقابي وعن القائمات الجاهزة والمدعومة والتي لا تسقط أبدا وعن ديناصورات نقابية لا يعرف نفوذهم حدودا .

وانأ في سوسة هاتفني احد الأصدقاء من تونس العاصمة ووصف لي حالة الحصار التي شهدتها ساحة محمد علي يوم هذا العيد وعملية طرد كل النقابين المعارضين لتوجهات المركزية النقابية تألمت من هذه التصرفات المخجلة في يوم عيد العمال والنقابيين وتمنيت لو كنت املك مصباح علاء الدين او بساطا سحريا لنقل كل النقابيين المطرودين الى سوسة او القيروان .

يوم الأحد 03 ماي قفلت عائدا إلى قابس غيرت مسار عودتي وعوضا عن القيروان عرجت على المنستير والمهدية وصفاقس وكلي أمل أن تنتقل عدوى انتفاضة سوسة النقابية إلى هذه الجهات لتتسع مساحة الأراضي النقابية المحررة وتنكسر المزيد من المقولات الجاهزة .

محمد العيادي

نقابي مستقل

منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق