الأحد، 3 مايو 2009

يوم الأيام في الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة




محمد الحمدي

إذا كانت للعرب وقائعهم التاريخية التي لا تنسى والتي كانوا يطلقون عليها " الأيام " فان للعمال كذلك في كل أنحاء العالم "أياما" خالدة ستظل الذاكرة النقابية الإنسانية تحفظها عبر كل الأزمان و من بينها الفاتح من ماي سنة 1889.

و يوم الثاني من شهر أفريل سنة 2009 هو يوم تاريخي سيظل عمال سوسة يذكرونه لحقب طويلة لأنه يؤسس لنهوض نقابي واعد .

يوم الأربعاء الأغر نعته البعض ب " تسو نامي " وشخصيا لا أتبنى هذا التوصيف لأن " تسو نامي " يدمر و لا يعمر و إنما انعته كما نعته الكاتب العام الجديد للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة الأخ أحمد المزروعي ب"الغيث النافع " .

يوم الأربعاء من باب الصدفة كان يوما ماطرا و لم تمطر السماء سوسة فقط وإنما أمطرت تونس من شمالها إلى جنوبها

و كأن الطبيعة قد تناغمت مع عمال سوسة الذين قرروا أن يخطوا صفحة جديدة في بناء العمل النقابي النوعي وهو عمل بالضرورة ستكون له تفاعلاته على المستوى الوطني .

لقد قدم عمال سوسة جوهرة تونس وليس الساحل فقط درسا في النضال وفي تجاوز المصالح و الرؤى الذاتية الضيقة

و العقلية العشائرية المقيتة و انتخبوا مكتبا نقابيا عرف كل أعضائه بنظافة اليد والقلب والثوب .

وإذا كانت سوسة سباقة في هذا إلا نجاز الرائع الذي أذهل كل المتتبعين للشأن النقابي فأن الأمر من مأتاه لا يستغرب

فسوسة تاريخيا كانت قلعة قلاع العمل النقابي و الوطني .

فسوسة احتضنت "حشاد " العظيم و أرست اللبنة الأولى في صرح اتحاده الخالد .

ومن سوسة انطلقت شرارة الإضرابات التي اجتاحت كامل بلادنا بعد أحداث النفيضة في 21 نوفمبر 1950 .

وسوسة كان دورها رياديا و تضحياتها جسيمة في أحداث 26 جانفي 1978 .

ومهما عددت فاني لن أفي سوسة حقها و فضلها على الشغالين تخصيصا و التونسيين تعميما .

إني أطبع قبلة حارة على جبين سوسة " عروس المدائن " و أشد على أيادي كل عمالها بالساعد أولا و بالفكر ثانيا

و إني أحييهم تحية نضالية بمناسبة عرسهم النقابي الذي توجوا به أشغال مؤتمر اتحادهم الجهوي للشغل و الذي قدموا

من خلاله درسا بليغا للجميع في النزاهة , الصدق, نكران الذات , السلوك الديمقراطي الراقي و الولاء للاتحاد و لتونسنا

العزيزة .

و إني أدعوهم إلى مزيد من التضامن و رص الصفوف لمواجهة تداعيات العولمة المتوحشة و الوقوف وقفة واحدة في وجه من سيحاول بث الفرقة ليرجع عجلة التاريخ إلى الوراء .

وسوسة تعشق عمالها الطيبين ..

وتمنحهم حبها الساحلي الدفين ..

إذا لم ينكسوا راياتهم في النضال ..

وظلوا على دربهم سائرين ..

وظلوا إلى حلمهم شاخصين ..

وظلوا إلى الأبد واقفين ...

محمد الحمدي : كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببوفيشة

وعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسوسة

المصدر : منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق