الأحد، 3 مايو 2009

في عيد العمال العالمي: إنّ الأمل قائم رغم كل شيء...



الاتحاد العام التونسي للشغل

الاتحاد الجهوي للشغل بتونس

القيادة الشرعية

في عيد العمال العالمي: إنّ الأمل قائم رغم كل شيء...

تونس في 1 ماي 2009

الأخوات و الإخوة

يحتفل الشغالون بغرّة ماي عيد العمال العالمي في أجواء تسيطر عليها حالة من الحيرة في ظل أزمة الرأسمالية أزمة اقتصادية هزّت أركان العالم بأسره و أفقدت مئات الآلاف من العمال مواطن شغلهم ودمّرت مقدرتهم الشرائية ومازالت أوضاعهم مرشّحة لمزيد من التّأزّم يوما بعد يوم. ويعيش الشغالون في تونس تبعات تلك الأزمة الاقتصادية العارمة دون أن تعير القيادة النقابية اهتماما حقيقيا بمشاغلهم وأوضاعهم ومستقبل شغلهم ومقدرتهم الشرائية وحالة البطالة التي تتسع رقعتها كل يوم. وفي الوقت الذي كان فيه الشغالون والنقابيون ينتظرون من القيادة النقابية أن تتحمل مسؤولياتها في وضع الخطط والبرامج النقابية لمواجهة تلك الأوضاع والتحديات و إدارة الملفات الاجتماعية والنقابية بجدية واقتدار لحماية مصالح العمال ولتكون الصوت المعبر عن إرادتهم ها هي - قيادة الاتحاد- وبعد أن أدخلت المنظمة في متاهات التصفية و الولاءات تهرب مرّة أخرى من الساحة النقابية ساحة محمد علي الحامي وتحيي عيد العمال في فضاء سياحي مغلق (نزل أميلكار) وفي حضور محددّة أطرافه دليل على العزلة التي باتت عليها القيادة النقابية وخوفا من مواجهة سخط الشغالين والنقابيين الذين لا يخفون تذمرهم من القيادة النقابية ويشعرون بالغبن في عيدهم الذي كان من المفروض أن يكون محطة عمالية وشعبية للتأكيد على روح الانتماء النقابي والتنديد بالنظام الرأسمالي مصدر بؤس واضطهاد العمال والشعوب .

لقد اختارت قيادة الاتحاد منذ مدة أن تواجه النقابيين و تعمل على تصفية من هم على رأي مخالف معها من النقابيين الغيورين على الاتحاد فافتعلت الملفات للبعض ولفّقت التهم للبعض الآخر وجنّدت في ذلك عناصر معروفة بالطمع والانتهازية و أهملت المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشغالون، كما اشتدت الخلافات بين أعضاء المكتب التنفيذي لأسباب يعرفها الجميع .لقد أضحى المكتب التنفيذي شبه عاجز عن قيادة الاتحاد وحماية منخرطيه ومناضليه والدفاع عن الثوابت النقابية للمنظمة قولا وفعلا وليس عبر التباهي بالشعارات والجمل الرنانة التي لا نجد لها صدى في الممارسة.

الأخوات و الإخوة

إنه لمن المؤسف أن يكون الاحتفال بالعيد العالمي للعمال مناسبة للتعرض للنكسات والتراجعات التي تكرسها القيادة النقابية والتي تضر بالمنظمة وتفقدها مكانتها التاريخية التي ضحى في سبيلها الشهداء والمناضلون منذ مراحل التأسيس مرورا بمعارك الاستقلالية والديمقراطية والنضال من أجل العمال والوطن لكن واجبنا يفرض علينا جميعا أن نقول الحقيقة التي تنير لنا السبيل لمواجهة الانحرافات التي ترتكبها القيادة النقابية والتي جعلت الموقف النقابي أمام السلطة والأعراف مهزوزا وضعيفا وحبيس المصالح الفئوية.

لقد خلفت سياسة التخبط التي تنتهجها القيادة النقابية جملة من الأورام والنتائج السلبية التي أساءت لمصداقية العمل النقابي والدور الوطني الذي كان ينبغي أن يلعبه الاتحاد ،والكل صار يعلم اليوم ما خلفته السياسة المرتجلة التي تنتهجها القيادة النقابية في عملية التفاوض الاجتماعي والتي جاءت نتائجها السلبية لتكشف عن إرادة التسلط والاستخفاف للقيادة وغياب الخطط النضالية دفاعا عن المطالب المشروعة للشغالين وطموحاتهم في الترفع من مقدرتهم الشرائية وضمان حقوقهم. وعلى عكس انتظارات الشغالين تم إمضاء اتفاقيات لا تستجيب للمطلوب و لم تسمح للهياكل النقابية حتى بمناقشتها وتقييمها بل عمدت إلى تطبيق سياسة الأمر الواقع و الإمضاء الفوقي للاتفاقيات على الرغم من اعتراض ورفض الهياكل النقابية لها وعملت بمقولة"اشرب وإلا كسر قرنك" في تحد لإرادة النقابيين . لقد كان لهذه السياسة آثارها الكارثية على عديد القطاعات (الأطباء و التعليم العالي على سبيل المثال) ودون أدنى احترام لقواعد التعامل الديمقراطي. أما عن الحق النقابي فالاتفاق الممضى اعتبره النقابيون تفريطا للحقوق المكتسبة وهو ما ستكون له نتائج وخيمة على النشاط النقابي في الوظيفة العمومية ( كاستثناء قطاعات التربية والتعليم من حق الاجتماع النقابي داخل مقرات العمل)

الأخوات و الإخوة

يعيش الاتحاد الجهوي للشغل بتونس وضعا استثنائيا منذ أشهر و المركزية النقابية مازالت عاجزة عن فرض حالة الانقلاب ـ رغم الترهيب والتزوير والترغيب ـ ومازالت تصر على دوس قوانين المنظمة ، فبعد قراراتها الجائرة التي اتخذتها ضد الأعضاء الشرعيين للاتحاد الجهوي في تحد صارخ للقانون هاهي تنصب كاتبا عاما لاشرعيا وتقوم بمسرحية أطلقت عليها زورا (إعادة توزيع المسؤوليات) ومازالت ترفض تطبيق حكم قضى بلا قانونية القرارات المتخذة ضد الكاتب العام للاتحاد الجهوي كما أنها ترفض عقد المؤتمر في آجاله القانونية على غرار بقية الاتحادات الجهوية وتعمد تأجيله إلى موعد غير مسمّى بهدف إتاحة الفرصة لمزيد من الانقلابات واستكمال المؤامرات ما يؤكّد استهتار القيادة بالقوانين وبمصلحة الشغالين بالجهة و نزعتها التصفوية والانقلابية مثلما حدث في بنزرت ونابل ومثلما تخلت عن مناضلي الحوض المنجمي بعد أن رفعت عنهم الغطاء النقابي...

لقد بات واضحا أنّ الإرادة النّقابية الرافضة لمنطق العشائرية و المحاصصة والتنصيب بدأت تتحرّر من قبضة الهيمنة التي طالما تدخّلت في صناعة المؤتمرات وقلما أفلتت منها فقد عبر النقابيون بكل مسؤولية عن خياراتهم الحرة و فاجؤوا المتنفّذين داخل المركزية النقابية وكذلك الرّأي العام النقابي خلال مؤتمرات الاتحادات الجهوية، ونحن بهذه المناسية نشد على أيادي الإخوة النقابيين الذين صمدوا في وجه الآلة النقابية التي استطاعت في محطات سابقة أن تضغط بثقلها وتغدق المال وتزور وتوفر كلّ الإمكانيات لنصرة أصدقائها ، كما ندعو إلى يقظة النقابيين تجاه ما يمكن أن تدبّره البيروقراطية النقابية المتنفّذة من أعمال تخريبية انقلابية في ما هو آت من مؤتمرات خوفا على مصالحها و سعيا إلى مزيد ضرب إرادة النقابيين المتشبثين بالديمقراطية والتداول على المسؤوليات النقابية واحترام قانون المنظمة وهو الخيار الذي كرّسه النقابيون بجهة قابس بوعي واقتناع وإن ما نخشاه اليوم هو تعطيل المسار الذي بدأ يتبلور و يتدعّم شيئا فشيئا والذي سيفرض حتما احترام قرار الدورتين بالمكتب التنفيذي( الفصل العاشر الذي تتجنّد ضده الأطراف النقابية الانتهازية لغاية نسفه والانقلاب على قانون المنظمة خدمة لمصالح ضيقة ) ولكن إرادة النقابيين الديمقراطيين أقوى.

· عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا ديمقراطيا مستقلا ومناضلا

· عاشت نضالات الطبقة العاملة في عيدها العالمي

· لنقف صفا واحدا في وجه الرأسمالية المدمرة للعمال والشعوب

· عاشت نضالات شعبنا العربي ضد الاستعمار والصهيونية والاستغلال

توفيق التواتي

الكاتب العام

روضة الحمروني

الكاتب العام المساعد

راضي بن حسين

الكاتب العام المساعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق