الأحد، 22 مارس 2009

فمتى يستفيق الراقدون ؟

فمتى يستفيق الراقدون ؟



عفاف بلحسين

اكتشفت السيدة ليلى بحرية قاضية الأطفال بالمحكمة الابتدائية بالقصرين وعضو الهيئة الإدارية الشرعية لجمعية القضاة التونسيين حين أرادت سحب مرتبها لشهر مارس أن وزارة العدل عمدت إلى حجز نصف مرتبها. ولا شك أن لذلك علاقة بالبيان الذي أصدرته مجموعة من النساء القاضيات يوم 8 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، من بينهن السيدة بحرية ، على الخلفية وضعية المحاصرة والاستهداف التي يعشنها منذ الانقلاب الذي نفذته وزارة العدل ضد المكتب الشرعي المنبثق عن المؤتمر العاشر للجمعية. علما وأن هذه القاضية هي الأكثر حضورا بمحكمتها إذ تقيم بمدينة القصرين لمدة خمسة أيام في حين لا يحضر زملاؤها بالمحكمة إلا يوما أو يومين. ولكن وزارة العدل إمعانا منها في سياسة الكيل بمكيالين و إصرارا على منطق تجويع القضاة المستقلين لا ترى من بين القضاة إلا من تريد أن تجعل من حضوره أو عدم حضوره بالمحكمة فرصة لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بالعمل لا من قريب ولا من بعيد . هذه حسب ما يبدو هدية وزارة العدل وحقوق الإنسان للنساء القاضيات بمناسبة عيد الاستقلال. وهذه سياسة الحكمة والتبصّر التي عودنا عليها وزير العدل الذي أطلقت السلطة يده ليعبث بمصير القضاة وجمعيتهم وليلوث سمعة البلاد والعباد دون رادع. فمتى تفهم السلطة أن سياسة الهروب إلى الأمام ستقود حتما إلى الكارثة... ؟ حينها ربما اكتشفت انه لم يبق أمامها إلا أن تضحي بهذا الذي لم ينجح إلا في تشويه صورة تونس وتسميم الوضع داخل القطاع القضائي . فمتى يستفيق الراقدون ؟



عفاف بلحسين

المصدر : منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية